التــــلقين طــــريقة تــــدريس "بـــــائسة"
---------------------------------------------------
طريقة التدريس التي تستخدم على نطاق واسع في مدارسنا هي (التلقين) حيث يكون فيه الطالب أواني فارغة يصب فيها المعلم كلماته، فجوهر التعليم هو تعويد الطالب على تسلم المعلومات وتخزينها مؤقتاً الى حين وقت الامتحان. يرتبط التلقين في مدارسنا بشكل عام قلة أهمية الاقناع والمكافئة والتركيز على العقاب الجسدي، والتلقين. والعامل المشترك بين التلقين والعقاب كليهما يركزان على السلطة ويقودان الى الخضوع.
التلقين يشمل أيضاً ساحة التعليم الجامعي بشكل عام. اسلوب المحاضرة يعود الى كثرة عدد الطلاب وطبيعة المادة والاعتماد على الكتاب المنهجي المقرر وقلة المحفزات للتجديد والتطوير واستخدام طرق بديلة وضعف ضبط الصف ووجود مقررات تقليدية وضعف رغبة الطلاب في المشاركة . التلقين طريقة تدريس قد تعمق التسلط وتغرس الاستبداد ويستخدمها بعض المعلمين كسوط يقوي الاذعان والخضوع في الطلاب ويفرض هيمنة المعلمين وتسلطهم. التلقين طريقة تدريس لا تبني شخصية المتعلم ولا تنمي عقله وتفكيره، بل تضعف إنسانيته وتكاد تلغي كيانه لأن التلقين كثيراً ما يمارس من خلال علاقة تسلطية. اصبحت بعض المؤسسات التعليمية معرضة للتسلط حيث يسودها الطابع الاستبدادي الى حد كبير. فالتعليم بشكل عام لا يبنى كثيراً على البحث والتنقيب والاكتشاف وانما يعتمد غالباً على الاستقبال الذي يقوم على الخضوع والتنفيذ الآلي. أدى شيوع التعليم التلقيني الى جعل فرصة الاهتمام بتنمية التفكير في المؤسسات التربوية والتعليمية ضعيفاً. من المعروف انه لا يجوز الاعتماد على طريقة تدريس واحدة لأن سير التدريب على وتيرة واحدة يثير ملل الطلاب ويقلل دافعيتهم الى التعلم. التراث العربي الاسلامي في مجال طرق التدريس غني فقد كانت التربية العربية الاسلامية تركز على المناقشة والمناظرة والحوار والاسئلة والأجوبة التي تشحذ الذهن، وتقوية الحجة وزيادة الثقة بالنفس وترقية القدرة على التعبير وتعويد الفرد على النقد والاقناع والتفكير الحر. طرق التدريس الحديثة تشترك في محاولة جعل الطالب ايجابياً نشطاً في العملية التعليمية وفي بيئته وتعويده على التفكير العلمي وتنمية قدرته على تنظيم الحقائق والمعلومات وتصنيفها ومراعاة مستواه العقلي. من الطرق البارزة التي تنمي التفكير (طريقة العصف الذهني). ان التخلص من التلقين المهيمن على معظم المدارس والجامعات يعني القضاء على ظاهرة التسلط في نظامنا التربوي. وطبعاً لا توجد هناك طريقة تدريس مثالية تصلح لكل المواقف لكن المطلوب المرونة في اختيار الطريقة واتباع المنهج التوفيقي الذي يقوم على مزج الطرق التعليمية واختيار افضل عناصرها.
**********
د. المفرجي الحسيني
التلقين طريقة تدريس بائسة
28/8/2018
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق