مواطن دون وطن
------------------
لم يبق في جعبتي
غير الآه أنثرها
على ورقي
كل الكلمات قيلت
عن وطني
عن أمة شردت نساءها
بعثرت أطفالها
نحرت فحولها
ليثها انتحر
قتل
حين ثار
كان يعلم أنه سيسقط
أقبل يطلب الشهادة
أدرك أن الموت
في ساحة الوغى
وسام
حسن الخاتمة
الموت أفضل
وسط
وسط دنسه العميل
و الحاكم عميل
باع الأبناء
و اشترى التاج
و جعل من الحماة مرتزقة
جيوش
رتبت
كي تضرب عنوق شيوخها
مواطن دون وطن
هكذا أمسى أهلنا
أغراب
عرب أغراب
يا ليت حرفي يجمعنا
قد شتتوا شبابنا
ما عاد الشبل
يعشق أرضنا
هاجر
أكله الحوت
حين استسلم
و امتطى زورق الردى
لينتعش صدره
ليستنشق هواء صافي
لا بارود يلوثه
لا دخان قنابل
تسقط
كوابل
على ساحات مدينة
كانت عامرة
كالزاهرة
أمست كأطلال تدمر
سراب ولت دمشق
و بيروت ملهى
و صنعاء غطى الدخان تخومها
و في أقصى الغرب
ملك
ظن أنه هاشمي
يمتلك
حتى النفوس
يمتلك
ثورة كانت قبل سنين
ثورة الياسمين
هكذا لقبت
لكن
لا الورد زين أنحاءها
و لا الأشجار أثمرت
أناسم مازالت تنتظر
أن يضرب موسى بعصاه
لتنفجر اثنتا عشرة عينا
هيهات
موسى رحل منذ مئات السنين
و محمد عزم أن لا يعود
حتى بيبرس
كان فريدا
عقيما
ما أنجب مثله
و عبد الناصر
اغتاله
حاكم مد يده
فلا الرجل رجلا
نساء ترتدي
بذلة فارس
كان شهما
ضرغاما
أمسى خنزيرا
ماذا أكتب
و كل الكلمات قيلت
عن وطني
لم يبق في جعبتي
غير الآه أنثرها
على ورقي
فحبيبتي اغتالها العرب
باعوا نخوتها
عزتها
و بالسحت شيدوا الأبراج
ناطحات سحاب
مولها صاحب بئر
و البئر
ملكها
نفطها
يا ليت حرفي يجمعنا
قد مزقوا وصلنا
عمائم على رؤوسهم
تاج
يميزهم
بعثروا أطفالنا
شردوا نساءنا
نحروا فحولنا
هكذا أمست أمتي
مواطن دون وطن
-------------------
بقلم وليد سترالرحمان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق