السبت، 2 مارس 2019

الشاعر علي جابر الكريطي

فراق
.......
لقد هجرت على عجل رحابي
بعيدا غادرت وبلا إياب

فؤادي في هواها قد تمادى
سقيتَها كؤوسا من تصابي

وليس لها شبيه أو مثيل
فشتان الحماة عن الغراب

هي القمر المنير في الليالي
تفدى دونها بيض الرقاب

وصار يهزني شوقي إليها
كضامي يرتجي رشف السراب

وما كانت شفاهك غير خمر
وما كانت مداما ً كالرضاب

دروب الحب اوعرها دروبا
درجت بها وكان بها مصابي

وقد صبرت صبرا فوق صبري
وجزت في الهوى درب الصعاب

وما ليلي باطول من نهاري
اتوق لك ويصفعني عذابي

كأني بعدكم فارقت نومي
اناجي طيفكم وبلا جواب

متى ستسير قافلتي اليكم
فقط بزهوكم تزهو رحابي

كفاك الهجر ياسلمى كفاك
سقاني الهجر هما واضطراب

ليالي الهجر ياسلمى صعاب
اسامرهم واذهل عن صحابي

تهل مدامعي اسفا عليك
وقد هطلت هطولا كالسحاب

فهذا اليوم أنسي ثم سعدي
إذا نزلت رحابكموا ركابي

وترمق نحونا بلحاظ ظبي
وبارق عينها برق الشهاب

وتهت بها ضرير في ظلام
كقيس حين تاه في الروابي 

وقلبي صار منتميا إليها
وصرت دونها بوم الخراب

وجاز تلهفي حدا إليها
كضامي يرتجي عب الشراب

علي جابر الكريطي العراق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق