**( عشقك واللغات )**
************بقلمي:
ميساء دكدوك/سوريا/
----------------------
قبل ميلاد عشقي كنت ...
أرى كل الطيور سواء
كنت لاأميز بين الغراب والحمام
كانت قصائدي متشابهات ...
كانت أصوات الحروف عندي كصوت الببغاء ...
تتحكم بحنجرتي كساحرة محترفة ...
تحركني كما تشاء
تحرك يراعي كما ...
يحرك الطفل الألعاب
لم أكن أصغي لغمغمة نهر ...
أو لحديث ساقية ...
ولا أدركت سر الغناء
كنت إذا سرت على الشاطىء ..
تفر النوارس من أمامي ...
وتصمت الأمواج
وإذا اقتربت من البحر ...
ينكمش المحار بأصدافه في الأعماق
وتجن الحيتان معلنة ثورتها على الأسماك ...
تسدل الستائر ...
وتنتهي حفلات الانشاد
قبل ميلاد عشقي ...
كنت إذا سرت في الغابات ...
يفر من أمامي الغزال...
لاأسمع حفيفا ولا شدوا ...
لا أرى سوى الأشباح.
وبعد عشقي ...
صرت صديقة الأكوان ...
متصالحة مع جميع اللغات باحتراف
أمهر فنان ...
أعزف على أوتارها بلا استثناء
صرت حينما أريد أصافح السماء
أقطف النجوم من عليائها بلا عناء
أزرعها على وسادتي قبل أن أنام
كانت تسجل لي الأحلام.
أملأ من ثغرها الأقلام ...
صارت تتسابق لاستقبال اعترافاتي
تتبعني كقطيع من الفراشات
تغمرني بالورد ...
وتشرب من أناملي سر الإباء
صارت تتعلم على يدي أصول الفقه
وأصل الخطابات ...
صارت تتعلم فن الرقص على الجليد
وطقوس العبادات
بعد عشقي ...
صارت اللغات تتكاثر على صفحتي بالانشطارات
وصارت أحلامي تتحقق ...
وتثمر لوزا وعنبا ورمان
صار حزني وفرحي
وشقائي وسعادتي ...
يحتاجونني مجموعة شعراء وروائيين
ونقاد...!!!
عشقي أهداني خاتم سليمان
صرت أكتب بلغة الكائنات والجماد.
*********
***30/4/2019/بقلمي:
ميساء دكدوك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق