حكايتي مع القمر
******************
قررت ان أغزو القمر وأتخذ منه وطن ..
فيه اصنع ما اشاء مثلما قلبي يوجهني فلا قيود ولا شتات أجساد بشر ...
اتخذتُ مسكني فضاء فسيح تخطى كل قيود، وأقفال ومفاتيح، ومن بين صخور يشع ضوء بلا قناديل حيث النور فيه يشع كون، والظلام يسكنه ضريح ..
جلستُ أتأمل سر الكون من بعيد.....
حيث لا صديق ولا رفيق ..
حيث الحياة بليدة والصبح مضجر بلا أرواح ولا أحزان ولا أفراح تلتم فيها أحباب وبشر..
صمتتْ كل الأحاديث لجسد أرهقه مرض تراكمت عليه السنين وغزته الأحزان ونبضات انين..
أعلنت عنه الانشقاق .....
لكون فسيح واتخذت ضباب مؤنس لهواني.
اتاني يأخذني برحلة عله يسكت ضجيج آلامي ولدمعي الجريح ....سر أحزاني..
عالم لا يشبه عالمنا الذي اصطفانا الله له واحتوانا ....
هناك شاهدت عالم بأنوار وموازين ومواقيت كل منهم يعيد التهاليل والتكبير ..
لا يأبهون لأرض تلونت ،وبالقصور عُمرت، ولا لناطحات سحاب ارتفعت ،ولا شهادات اكتنزت، ولا اي مغريات تجعلهم يعاندون أقدارهم ،ويبلون عقلوهم لتغزوقلوبهم أمراض غل، وكره، وكل ما في الأرض مطواع أيديهم.
لكن تحجرت الأفئدة حتى أصبحوا يصنعون أشخاص متحركة كل ما يهمهم أن تزداد أرصدتهم ،وفلك يدور يتمحص ،ويعاود الذهول ،وأنا معهم بت بعالم للحب أضحى مأهول، رغم عدم تميزهم بالعقول...
لكن فلك يشتعل بنور إيمان وسلوان سكنني لبرهة لأغفو قليلًا ،وانا أمتطي تلك السحابة كبساط ريح يقول لي تمني وطلبك مجاب ......
تمنيت أن أعود إلى الأرض لأخبر الجميع انني أحبهم ولأنني أحبهم تمنيت رفقتهم لنمسك بأيدي بعض ونكمل ر سالتنا ونتخطى كل المشاعر والحدود .
نرفع رايات القلوب البيضاء ..ويكون زادناالتسامح ..
في كل ليلة نطرب بصوت المآذن ..نجتمع صفًا واحدا لا يفصل بينا فاصل ..نتابع حياتنا اليومية بحب وأنس وتراضي ..
نمسك بأيدي بعض لنرحل سويًا حيث الخلود لآخرة نعيش مع من نتمنى رفقتهم بلا حواجز ولا مكائد ....
عدتُ لأرض القمر، وقد أرهقني السفر والتفكر واستقصاء العبر ...
لأستفيق من حلمي على صوت العصافير، وضوء القمر ينير شرفة غرفتي المظلمة، كأنه يقول لي انا صديقك إن خانك البشر ..
لا تخافي من الظلمة فنحن تعاهدنا الوفاء ،أصبحنا اصدقاء السفر .. وموطن العشق الأبدي ...
تركت معك كل أسراري فعهدي بك الوفاء...
يا جارة القمر لتبدأ النجوم بإرسال التحايا لي ولجار العمر، وكانها تخبره أنت كما القدر....
لا نتخلى عن نورك رغم أحزانك التي توسدت قلوب اناس أصبحوا كصخر وحجر .
لتنير كون فسيح لكن لن يفهمك ،ويعيشك، ويكمل المشوار معك إلا من شاطرك عميقك واحتوى مكتنزك ليكتمل نورك بأبهى الصور....
بقلم /هيفاء البريجاوي/سورية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق