الثلاثاء، 30 أبريل 2019

الشاعرة نجوى العمور

البساط السحري
بالأمس وأنا أقلب في رف الكتب القديمة شدتني قصة البساط السحري ويبدو ان الامر في عقلي الباطني لم يمر مرور الكرام ظل عالقا حتى التقاني على شرفة الأحلام
ركبته دون أن آبه أن يتفقد فراشي أحد ولايجدني ويسجلني ضمن جرائم الخطف
ولن ألومه عندها فمسرح الجريمة يتسع  فكرة مجنونة أن تنصل من ذاتك الى الفضاء على ظهر بساط سحري لاتعلم أي بلاد سيأخذك
كنت في حالة صعق هائلة وأنا أمر من فوق التلال والبحار كنت أتمنى أن تكون قيادته بيدي حتى اني تحسست ظهره لعلي أعثر على مقود ولما لم أجد استسلمت ،كنت فقط أريد كعادتي التغلغل في كل التعاريج لأنير شغفي بالمعرفة حد الفضول، فيبدو اني لم اترك تلك الصفة على الأرض أو أني تركتها ولحقت بي..
فقطع هذا الجدل المعتمل في عقلي البساط ساخرا مقهقها اتركي لي عنان السفر فأنت تجهلين الفضاء ..
غضبت جدا فما هربت للهواء الطلق كي تتحكم بمصيري قطعة قماش ..
صمت صمت ويبدو اني غفوت واستيقظت على صوت ضجيج ،فتحت عيناي لأجدني أمام لوحة مصبوغة بالعراقة والعرافة والجلال
نسيت أمر الصوت وكدت انزلق من ظهر البساط لأركض نحو هذا الجمال دون أن أسال أين انا
فماانتبهت الا ليد البساط تجذبني نحوه بعنف
تساءلت في هلع:ماذا دهاك؟
فأخبرني أننا هنا أمام قلعة التاريخ أمام القدس العتيقة
سايرته بايماءه من رأسي :حسنا
هيا لنلج هذا السحر العتيق
ضحك مرة أخرى باستهزاء من جهلي!!وقال:والحدود؟ والسور؟والجنود؟
قلت انها عربية لاتحتاج لصكوك نقدية ولاأوراق ثبوتية
انظر حتى انها تشبهنا بالحزن العميق، وعلى خدها الحب شامة
قال: اصمتي وكفاك بله
لننتظر ربما فتحت الأبواب بعد حين..
وانتظرنا..
وطال الانتظار حتي شابت رموش الوقت في وجه السنين
ووقتما نحن نغفو على البوابات..
اذ هناك شاب ظريف قوي العزيمة يحاول التسلق عبر السور ليغنم بعطر الاماكن ولو هنيهة
فراودته على روحه رصاصة شقية تصك ذرات الهواء،فمنحها كل ماتريد ممسكا بذرة رمل طاهرة..
أفزعتني المشهد فسقطت من ظهر البساط ،اتحسس وجهي وقد تناثرت عليه الدماء كشظايا موقد فالتصقت به..
أردت أن أزيله ..
وأمسكت بلفافة مناديل بالقرب وأخذت أنظف بذعر وأقذف بالورق ولكنه يبدو مثقلا طويلا جدا سحبته وأمعنت التدقيق في ماهيته
واكتشفت أنها ماكانت سوى ملاءة السرير ☺
أووه هي الرصاصة اللعينة أرسلتني على طريق اليقظة

كانت الصحووة سريعة

لو أني صليت بالقدس
نجوى العمور /فلسطين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق