عزف بلا اصابع
طُرِدْتُ من جَفْنِكِ الْمَحْبوكِ من وجعٍ
لا ذنبَ لي غيرَ لُقْيا آخِرِ الحُلُمِ
غَيري أتاكِ وكانَ النَّبضُ أَوَّلُهُ
وَجِئتُ كان وُصولي مُنتَهى الألمِ
فِداكِ يا وجعاً أَدْماهُ مَنْ عَبَروا
أَما رَأَيْتِ سِوايَ اليومَ تَنْتَقِمي
حُلْمي كَغَيري كأَيِّ العاشقينَ لِما
حَظِّي خَطيئَتُهُمْ والحبُّ من شِيَمي
أَتَيْتُ أَعزِفُ أوتاراً مُمَزَّقَةً
أَصابعي بُتِرَتْ ظلماً على النَّغَمِ
حَمَّلْتِني غَدْرَ من مَرُّوا مُعاقَبَةً
أَمَا تخافي تعيشي العُمْرَ بالنَّدَمِ
قد كنتُ أَحْلَمُ في إنشاءِ مملكةٍ
حدودُها الشِّعرُ مُسْتَوحاةُ من قَلَمي
قد كنتُ أَحلمُ في الّليلاتِ بِإمرأةٍ
جنونُها يَتَعَرّى في جنونِ فَمِي
وَأَغْمُرُ الجَسَدَ المُشتاقَ أُشْعِلُهُ
كِلْتا يديَّ تُنيرُ النارَ في الظُّلُمِ
قالتْ أَلا تَعْرِفِ الأجسادَ مقبرةٌ
إنَّ الأسى ظاهرٌ بي في جحيمِ دَمِي
طريقُنا خَطرٌ بالخوفِ نَعْبُرُهُ
منذُ البدايةِ كانَ الدَّمعُ في الرَّحِمِ
والوجْهُ يصْطَنِعُ الأفراحَ في ضَحَكٍ
والروحُ في حزنِها مالتْ إلى الهَرَمِ
وَكلُّ ما في حياةِ المرءِ يُعْجِبُهُ
يَغْتالهُ الخوفُ في خوفٍ على النِّعَمِ
فالفَرْحُ كم غازَلَ الأَقدارَ تَتْركهُ
تَغُضُّ طرفاً على الأيامِ بالكَرَمِ
لِكِنَّهُ القَدَرُ المحتومُ يُخْبِرُنا
أنَّ الحياةَ مَعَ الخِلّانِ لنْ تَدُمِ
محمود حمود
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق