عِندما تَبكي الرجال
بَكت رِجالٌ لضياع بيت المقدسِ
وإنهمرت دُموع عيني وتَفتت أضلعي
وتَكسرت أجنحة الطيور وتَحطبتْ أغصان الزنبقِ
أطفال فروا من سِكين جزارٍ أحمقِ
ونساء ترملت وأصبحنَ في خيام المهجرِ
وتَغيرت أسماء مُدنٌ
والطرقات نِيرانٌ أحرقت طِفلتي
يافا تغير إسمها
وغزة رجالها رقابٌ تُنحرِ
والخليل أصبحت بلا زعترِ
وتَنّور حيفا لا خُبز ولا رائحة قُرنفلِ
زينب تنادي بدمعٍ فوقَ الحاحبِ
ومريم تنوح أنقذوايا عرب عُذريتي
وفاطمة البتول قَصت جَدائل شَعرَها
مِن ظُلم حاكم وملك أرعني
صَرخت مِن أعماق روحها
أنا أم الحسين وكربلأ اليوم في بيتِ المقدسِ
أنا زوجة علي من غدركم شاب المفرقِ
عباس من الخمر في قصره مُترنحِ
وهنية باللسان مسلم وبالقلب كافرِ
قَبح الله وجوه زُعماء أحرقوا الكعبة وباعوا المعراج في ليلهِ
ملوك ذَبحوا أطفال العراق وجعلوا الحرائرَ أراملِ
من أجل عروشهم قَدّموا دِماء إخوتهم
بكأسِ المذلة خَمرٌ ينهلوا
خِنجرٌ في الظهر يطعنوا
وسيفٌ للرقابِ يقطعوا
وشباب عرب بالدمع حائرٌ
ونساء أغتصبن من مُغتصب جاهل
سلمان يقبل النعال والحذاء فوق رأسهِ
وفِرعون مصر عاد لكفرهِ
يغلقُ المعابر بأمر نتنياهو ربهِ
ويقدم الطاهرات قرباناً لغاصبٍ متوحشِ
تَبجحتم بربيع عربي قادمِ
فتناثرت دِماء أُمةٍ ..بطعنة غادرِ
أصبحتم ذِئاب من أجل عُروعشكم
وتناسيتم وصايا نبي الله محمدِ
وبكى عبد الناصر في قبرهِ
وحافظ تفجرت دموعهُ في لحدهِ
صنع تشرين نصراً بإيمانهِ
وحمى ثورة أقصانا في روحهِ
دمشق فتحت أبوابها لكل خائفِ
وملوك تأمرو عليها كليل مظلمُ
والعراق تناثرت أشلائها
فرثاها الطيرُ والراهب العاكفِ
متى تهبوا من غفوتكم يا شرفاء أمتي
لتعيدوا طهارة مكة وبسمة بيت المقدسِ
مع تحيات
شاعرفلسطين
نبيل شاويش
.......................
الأحد، 24 فبراير 2019
الشاعر نبيل شاويش
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق