الخميس، 2 مايو 2019

الشاعر اديب داود الدراجي

( غرف متهاوية  )
هاهيَ غرفةُ قلبي
تحمل على جدرانِها الهمومَ الرثةَ الممزقة
طلائُها أتسخَ من رمادِ الآهات
ثمةَ ، هياكلَ نخرة من الجروحِ
مسجاتٌ على أتونِ شغافهُ
وماعادت أكتافهُ تتحمل ثقل هذا العدم
تنمو مجراتُ المساءُ بين أصابع الغيوم
محملة بغيثِ الدموع المكبوته
تزخ امطارها حزناً
على الشفاهِ المسلوبةَ النماءُ
قبةُ السجن
ضريحٌ من الآلامِ المهجوره
لا نافذةٌ للحياةِ فيها
ولاضوء
نفذَ زيتُ قنديلُها
بغرفةٍ ضيقةٍ كثيرةُ النياح
لاتتسع مساحتهُا الا للموت

فكيفَ تتسعُ هذهِ الغرفةُ الصغيرة
لثورةِ أنوثةَ أمرأة ؟
وكيف تغردُ سنابلَ العمرُ
في هذهِ الفسحةِ الضيقة  ؟
فما كانت الا ولادة للتنوير القهري
وأنا أسيرُ مع صمتي
ماسكاً يداً بيد هلوسته
أبداً ،
وماكنتُ مرتبطاً
بالأمكنة والأيام المتهاويه
متمرداً
حرٌ أحلقُ على قدري
بلا وطن
ودون الهبوط في مطارات اللاوعي المعرفي

منذُ سرقة 
قُرطُ حمورابي من شحمةِ أذن سلالتهُ
أصبحَ الوطن منفى
والمنفى ، قبر ،
والقبرُ ، أمان ،
والأمانُ ، سجنٌ إنفرادي ،
والسجنُ ، مخاضُ قصيدة ،
والقصيدةُ ، أثغاثُ أحلام
أتنفس بغرفها الحب بحريه
أنزعُ فَمي من لجامهِ 
ليتكلمْ بلاخوفٌ ولاوجل
أزئرُ كعاصفةٍ  
أصهلُ كريحٍ تكسرُ الصخور
أنزعُ عقلي لأقومَ بنزةٍ في ميدانِ الضجر
مفتشاً عن صراصيرُ مخلصة
لأداعبها ،تحتَ غبارَ وسادةُ يأسي

من وراءِ جدارَ غرفةُ قلبي
أرى
فتاةٌ تشذبْ أغصانَ الأمل ، من مكبِ النفايات
وبطونٌ جائعه لاتنام
ورئةٌ صغيرةٌ لبناتٍ كوخيات تتنهد
وولدانٌ يبكونَ دهرهم
ودفانَ قبور يدفنُ السعادةَ
ويمنحُ صكوكُ الألم للورثه
أرى
الأحلامُ جثةٌ هامدةٌ على سديةِ أديم الأرض
آذانها صاغية
لتلقي الحكمُ ، من قاضي المقصلة
للتشريح او الأضطهاد
وهذا ، لأجل الحب المجهول

من وراءِ جدارُ غرفةَ قلبي
مددتُ ،  يد أنسانيتي
لأزيلُ عناءَ الجباه
بحثتُ عن وهمٍ بتول حديثُ الولادة
لم يلوث قلبهُ الخداع
عن صديقٍ لم يضيءُ طريقهُ
بمشاعلِ المكر
عن منديلي الرث
لأمسح بهِ نوافذُ الدموعُ المهمله
فحسبوني مجنونٌ
وبصقوا  على أنسانيتي !!!

يا للدموع المبتسمه
على وجناتِ القلوب البائسه
يا للكرامةُ المصطنعه
المترهله أثدائها لأجل الكراسي
كسروا خياشم الجسر لأجل القوقعة
وباعوا النهر الى أصداف السمكة
كان في القلوبِ دمٌ حرٌ
ينسج أنسانيته
وتحول الى عبدٍ تابعٍ
تقودهُ وحشيته

ها أنا الآن أر غرفة قلبي
مكسورة الجناح
كنسرٍ التهمت الخفافيش عينه الثاقبه
وأعدمت فضائاتهُ
فأنبرت من تحت نبض الضياع
الف صرخة ونياح
فأغمضت نوافذ الأحلام
ولملمت ستائر الفؤاد
ثم ، ماذا
كانَ دمٌ يسير في غرفتهِ
فأضاء  ،  وهجر
ووجد كبوتهُ تفيض بالحزن والحداد
من قفةِ خفقانهُ حتى أخمص وتينه
فكتب لغرفتهُ الودوده
آخر وصيتهُ

اديب داود الدراجي // العراق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق