.............. وجه الشبه.............
ابحرت داخل أيامي.. وحطمت كل مصابيحي
عدت إلى منزل أجدادي.. حيث أجمل أيامي
أبحث عن أشياء ابقيناها.. في عرفه حديقته
في اروقته المتسعة.. واسقف عالية ممتدة
أشياء صنعتها ايدى صناع مهرة
قنديل اتحكم في ضوئه.. اكوابه.. فنجانه
مقاعد من خشب الأبنوس.. واللمبه على شكل فنوس
حلقات في السقف ضاعت كل سلاسلها
كانت تحمل قنديل نملأه ونشعله بأيدينا
اجبرت الأيام بأن احيا.. أوقات ظنت انها
ضاعت.. مرت.. فقدت أو ماتت
اسمعت الماضي صوتي في ارجاء القصر العالي
في حديقته المملوءة بالأشجار العضوية
واتربة في كل جوانبه.. فوق اساساته
شربت قهوتي السوداء بداخله.. تحدثت مع كل تفاصيله
ولهوت ولعبت لم اكترث بان ارائكه ليست بنظيفة
اشتقت إلى اسقفه الخشبية.. وجدرانه الضخمة الأثرية
ونوافذه الشاهقة المصرية.. حتى بلاط برندته
وارضيات الغرف الخشبية.. استرجع فيه رمضان
أسمع آذان المغرب بصوت محمد رفعت
أعزب ما أذني سمعت.. وقلوب قد طهرت منه وخشعت
حتى الأطفال قد ركعت.. أسمع في ضوء الليل الخافت
حكاية ألف ليلة وليلة في رعب صامت
بصوت إمرأة مرتعد باهت.. وبرودة جو ممزوجه برياح طالت
وفروع اصطدمت وتلاقت.. لكنها حقا تمتعني
نسيم البحر خلف منزلنا يملأ تجويف صدري وانفاسي
وصور تمر بذاكرتي.. لن أنسى فيها احبابي
فتلك شجرة الياسمين على سور حديقتنا ما زالت حية
تمتعنا بعطرها الغالى.. وبقايا من كتبي وكتب أجدادي
عفوا أيتها السنون مري كما شئت عن أيامي
عن مشاعري واحساسي.. فلا تسأليني اسباب أو أسماء
وعدي أنت ساعاتك فقد ضاعت من ذاكرتي ارقامي
تحدثت لإخواني وقد تفرقنا كل منا بأسرته
ألا تجمعنا بمنزلنا وأصلحنا اساساته واسقفه
ندفئ صهر أرحام نبررها بأعذار ادمت تقطعه
أم تعلمنا من وطننا العربي غلظته تفرقه تشتته
نفخر بماضينا ولا نتعلم كيف نسعى لتطويره
نولول أن الغرب يظلمنا بقوته لضعفنا فيه
نستورد منه أسلحته وهو يعلم تفاصيله
تكنولوجيا صدرها لنا ليعلم سرا كنا نخفيه
نبرر تخلفنا باعذار وأوهام أبدا ما تداوينا
يصرون على تمزقنا الذى زرعه غربهم فينا
اعرفتم وجه الشبه في ظلمة ليالينا
اما اشتقتم لمنزلكم.. طفولتكم.. اهاليكم؟؟!!
..... بقلم /عزت جعفر (مصر )
الجمعة، 24 مايو 2019
الشاعر عزت جعفر
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق