الجمعة، 18 أغسطس 2017

الكاتب ،، حسن الجيار

قصة قصيرة
مشهد عرضى من ثورة يناير

بعينين وسيعتين ووجه كالبدر سطعت فى سماء روحى..فى محل شهير عزمتها على البليلة ..ضحكتها ومرحها حصانان أبيضان يصعدان ألقا نحو فضاء مشاعرى ..أسنانها البيضاء تشع نوارس وورودا من الياسمين ..سألتها وكنت ما زلت أحاول سبر غور جمالها :لما أتيت من أقصى الصعيد إلى هنا فى عروس الدلتا ..أجابت بصوت رخيم يقطر نعومة تعانق لا إراديا مع دقات قلبى ..عمق نظراتها مع عمق إعجابى شكل فى المكان هارمونى عجيب من سمو الروح وعبق المشاعر :الانتخابات والوقوف بجانبه هو ما أتى بى..مستفسرا:وأين تقابلتما وكان التعارف:بمرح طفولى قالت:فى جمعية صناع الحياة
وصداقتنا بعمرو خالد..أها قلتها بدهشة ..لكنى أردفت :لعلك تشعرين أن الثورة غيرت الأجواء ..تمتمت ..الحمد لله ..وعلت نبرة صوتها ..أستشعر نسائم الحرية وإلا لما كان أستاد حسام قرر دخول إنتخابات البرلمان ،أومأت برأسى موافقا وقلت :نأمل الخير ..ولكن أنت صعيدية كيف وصلت لهده الدرجة من التحرر ..أردفت:أبى رجل متحضر غرس المبادىء وأعطانى الثقة حتى أنى أعمل فى القاهرة مهندسةويرافقنى أخى الصغير فى أولى جامعة..ردودها ..ثقتها ..نظرات عينيها تغرس على شطوط قلبى حدائق من البهجة والإعجاب ..لو لم أكن متزوجا لكانت هى خيارى ..كم كنت أحلم بتلك الروح التى تدغدغ رغباتى وأمالى ..نبتت داخلى رغبة أن أعترف لها بمكنون إعجابى ،لكن حرصها على متابعة لجان الانتخابات كمندوبة عن الاستاد حسام ألجم لسانى ..فى السيارة طوفنا فى موضوعات كثيرة عن الثورة والحرية والعدالة وعن المجلس العسكرى وعن موقف الإخوان وعن طموحهم الأرعن وعن كواليس إجتماعاتهم مع المجلس العسكرى ..والكلام الدائر عن عمالة بعض الحركات الشبابية كستة إبريل ..وعن حسام وإنتمائه لحزب الوسط رغم علاقته بعمرو خالد وحركة صناع الحياة التى أكدت لى قرارها بعدم الخوض فى السياسة..قلت لها مستوضحا ..الاستاد حسام كانت له علاقة قوية بالاخوان أكدت لى أنها لاتعرف ..انتهى اليوم سريعا وودعتنى متجهة للقاهرة وتبادلنا أرقام الهاتف ..ومرت الايام وظهرت نتائج الانتخابات بسقوط مدوى للاستاد حسام وقائمته ..وثار لغط حول سبب سقوطه..تأثرت قليلا خاصة أنى وقفت داعما له فى حملته الانتخابية طارحا وراء ظهرى القيل والقال عنه ..وصولى ..براجماتى ..قاطعا لرحمه مع أن هذه بالاخص سمعتها بأدنى من إبنة خالته التى تجاورنى فى السكن ..لكن مظهره وثقته فى قدراتة ولباقة منطقه عوامل كان من شأنها حجب حقيقة الرؤية عن عينى ..حتى سمعت أصوات كثيرة من هنا ومن هناك من أهالى دائرته ودائرتى تؤكد كل ماقيل ..كان تواصل معها عبر الهاتف نادرا ورغم حرصى على التواصل معها عبر الفيس بوك إلا أنها كانت متحفظة فى كلامها معى على الخاص ذات مرة كانت لدى رغبة فى رؤيتها فطلبت منها أن نتقابل فى ميدان التحرير فى جمعة أطلق عليها جمعة إستعادة الثورة
لكنها تحججت بإنشغالها ..ألمنى جدا ردها ..وألمنى أكثر طلب الاستاد حسام منى بعد الانتخابات عبر الهاتف إنضمامى لحزب التيار المصرى الذى إنتوى أن يكون أحد مؤسسيه مع صديقه عمرو خالد ..صعقت .وزجرته فى التليفون وعلمته فى جمل مقتضبة كيف تكون المبادىء ورفضى لعرضه جملة وتفصيلا ..عند هدا الحد بدأت ملامح شخصيته تتبدى فى الأفق ..تعمق بداخلى جرحا لا يندمل ليس له علاقة بإكتشاف كنه شخصيته المتلونة.. جرح ينز ألما كلما تخيلتها وهى تتقافز فرحا عند سماع اسمه أو دأبها على متابعة لجان الانتخابات ..جلست أجتر كل الاحداث لعلى اكتشف كيف لهدا العصفور الغض أن يقع فى شراك غراب ..مع الوقت تناسيت أو كدت أنسى كل الماضى  تحت وطاة الاحداث وإضطراد الاوضاع السياسية وصعودالاخوان على سدة الحكم ..وانتهاءا بسجنهم وقمعهم ..توالت الايام ودات مرة وانا اتصفح صفحتى على الفيس وجدت صورة زفافها وحول خصرها تلتف يد الغراب .
#حسنالجيار

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق