السبت، 19 أغسطس 2017

الشاعر ،، حسن الجبار

قصة قصيرة واقعية
الباب فى الباب

الباب فى الباب ..ويوم اجازتى ..طول النهار نوما..تعويضا عن تعب الاسبوع..نزلت لفرح ابن صديقى بعد صلاة العشاء..على اغانى الديجيه جلست أردد بعض كلمات الاغانى واهتز فرحا مجاملا صديقى ..الذى أكرمنى وضيفنى ايما كرم ..وفى الحادية عشر مساءا وانا اركن سيارتى تحت العمارة  التى اسكن بها وأقفل صوت الكاسيت الذى يصدح عاليا بأغنية ..اقترب منى بواب العمارة ليخبرنى ويصدمنى فى أن واحد بخبر وفاة جارى الذى يسكن امامى الباب فى الباب منذ الصباح ..صعقت كيف لم اعرف ولم يخبرنا أحد حتى زوجتى طلعت مهرولاعلى السلم وفتحت  الباب الومها لماذا لم تخبرنى ..دهشتها ونفيها معرفة الموضوع من اساسه زادنى حزنا واسى. كيف يحدث هذا ..قالت زوجتى ..انها رأت زوجته أمس تصحبه يعرج بقدمه ذاهبة به للمستشفى والقت عليها السلام واطمأنت أن حالته بسيطة ..مجرد جرح بسيط وان زوجها اهمله لظروف وجوده بالعمل شهرا كاملا بالغردقة ..تذكرت يوم رأيته منذ شهر وهو يغادر السكن متوجها لعمله حيت تقابلنا وجها لوجه على سلم العمارة وسلمت عليه ..كانت آخر مرة أراه ..كان دائما ينزل ويذهب لعمله فى هدوء وكأنه غريبا عن المكان وكانت نظارته العريضة المقعرة التى تغطى نصف وجهه تخفى ملامح شاحبة شاردة دائما ..تذكرت يوم رأيته ذات مرة فى إجازة عيد الفطر يحمل طفله الصغير الذى لم يتجاوز العام الثالث والذى علمت أنه الوحيد بعد انتظار طال سنينا.. منظر شنطته. الهاند باج القديمة المكتظة باشياء لا اعلمها فى يد  وكيسا. بلاستيكية  فى يده الأخرى  اأخر منظر وقعت عليه عينى يوم سفره حين سلمت عليه ولمحت علامات الشرود والأسى على وجهه .. طرقت باب شقته انا وزوجتي لتقديم واجب العزاء لزوجته وأسرته التى سقط فى يدها ولم تصدق حتى تلك اللحظة أنه غادر الحياة ولن يرجع ثانيا يحمل ابنه الصغير  الذى انتظره سنوات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق