الاثنين، 30 يوليو 2018

الشاعر هاني الجندبي

(غربة في شتات الدهر)....

تموج بنا السنين هُنا شُرادا
بيمٍ بالأسى الدامي تمادى

فقدنا النور في حُلكِ الليالي
ونيرانٌ لنا أضحت رمادا

ننادي الغوث من مجدٍ تماها
وياءُ ندائنا ترثي المنادى

تعلّقنا بطوق التيه حلماً
وطوّقَ عُنقنا اليأسُ امتدادا

عصرنا من كروم الذل خمراً
ثملنا حين أُسقيناهُ زادا

زرعنا في عروبتنا هواناً
لنجني شوك غربتنا حصادا

أصمينا عن الأقصى وقفنا
لموت الشام نتلوها الحدادا

وبغدادٌ خذلنا حين لاقت
مغاربنا من الشرق إبتعادا

وصنعاءٍ إلى الأجال سيقت
وقُيدَ العُرْبُ للموت أقتيادا

هجرنا صبح عزتنا ليرخي
علينا الليل ذلاً قد تهادى

وغُصنا في بحور الغربِ نرجوا
لألئهم ليغمرنا الزُبادا

وفي الوان عزتهم بُهرنا
لتَنسجَ في ماقينا السوادا

هرِمنا في شتاتِ الدهرِ حتى
حنينا الظهرَ حين القهر سادا

نجرُّ الخطو نستجدي المنايا
وأضحى نيلها حلماً يُنادى

فلا أملٌ سيحينا جميعاً
ولا ألمٌ سيقتلنا فُرادا

سنشقى ماعلى (ع) لــــ(عُ)ــرْبٍ
بنقطتها عليها الـــ(غَ)ــربُ سادا

سيبقى حلم صحوتنا سراباً
له نعدوا ويأتينا ابتعادا
هاني الجندبي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق