تعانق المهران حتى فطما
وزوج الرمحان وقد كسرا
وتناجز الفحلان وما أسبلا
وتعاورا وتزاورا ثم ألتقا
وعلى الكباش أجزما وتأزرا
بكل قرن أفتل وأقرنا
تخاصما سبح طويل وانتهى
بهم الخصام للشماريخ العلا
وأقبل الفحل بالعزائم كلها
و رده نطح وقرع الأزورا
لما أتاه وأحكم أحلاق العرى
على المأكم أجثاه أسد الشرى
وخط صدره بالقسي وكأنها
نقش لوشم بالنواشر أخضر
ينباع منها كل سيل قد جرى
بين الأماعز يجر هادره الحصى
ويلتوي بسيره حين الذبا
الى الأراقم بطيات الربا
تحمل الحدج بما سار الضحى
وخود عليه وعليها قسورا
هممت أتبعها بإزور لما انبرى
الى المسير كإنه ليل سرى
أقحمته وواسيته لما انجلى
صبح وبان بالمشارق أزهرا
ونار لها بالرقتين أصليتها
تهدى إليها سارحات الظبى
أشعلتها غربي الفرات كأنها
تنير دجلة وشعابها والقرى
والضاربين أهلي بأكناف العلى
والنازلين فيها بكسر الرحى
خاطرة من نظم وتاليف
مهدي عبد اللطيف رستم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق