يا رافعًا الصوت بِجُحدٍ في وجه الأمِّ
تأدّب وأربط لسانك بمربط ذاك الفَمِ
لقد عققت تاج الوقار بقبح خليقة
وشفاهك كأنياب جهل بارزة من العدمِ
حملتك وهنًا على وهنٍ بشهور حُبٍّ
وإسودّت جفونها من التعب المُزحمِ
فتأتي انت اليوم يا رضيع الأمس
تتبجّح وتحسب نفسك رجلا بهزِّ القدمِ
تذكّري شوكة من الدنيا أغاضتك ألما
فهل يضاهي ألمها حين كنت بالرّحمِ
تأدّب وأدسس وأبلع كل كلام قلته
لمَّا نطقت به أمام جنّة الدنيا والقسمِ
أنظر من حولك بعبارة يا أعمى البصيرة
وتمعّن في من غرق بوجع اليُتمِ
فبعض من غبار قدماها لهو كنز
وقبلة على جبينها هي بركة اليومِ
فكن الكريم من كرم حنانها لتكن
عزيز الجزاء مع عزيزةِ الكرمِ
فلحضنها حين إحتوتك بحنان
بقلب صادق وثغرِ حُسنٍ مُبتَسِمِ
إفتخرت بك كلبؤة وقت المخاض
تصارع الموت وتعضُّ شفاه الهِمَمِ
وصبابة من العرق لتسمع ضعف صراخك
وتحملك بعد هول حَملٍ وحَملٍ للألمِ
فأتت بك لتهديك ثديها يا جائع الفكر
تأدّب وتأدّب وتأدّب ثلاثا قبل النّدمِ
بقلمي: الفيصل
الاثنين، 30 يوليو 2018
الشاعر فيصل ديجا
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق