عزف علىٰ مقام الصَّبا…
ياواحةَ الوردِ هَلْ ضَمَّتْكِ أقدارُ
عودي مَعَ الليلِ إنَّ الليلَ أَسفارُ
لا النايُ بعدكِ يُرويني فيُطربُني
كلاّ ولا هَزَّني عودٌ وقيثــــارُ
فما الليالي إذا ما غابَ لي قمرٌ
وما النجومُ إذاما غابَ سُمّارُ
أَنتِ التي قَبَّلَتْ عينيَّ نظرتُها
بَلْ قَبَّلَتْني بنورٍ منكِ أنـــوارُ
إِذْ جئتِ فيها بذاكَ الحسنِ ساطعةً
مُذْ راعني فلكٌ في الوجهِ نَوّارُ
فالغصنُ غضٌّ شفيفُ العودِذو عَبَقٍ
والرندُ زاهٍ علىٰ الأفنانِ مِعطارُ
نامت بحضنِ الشذا جذلىٰ معطَّرةً
كما ينامُ بحضنِ الوردِ آذارُ !
أمطرتِ عمري رحيقاً من غَمامِ هوىً
فاخْضلَّ في شفتي شعرٌ وأزهارُ
ورحتُ أطلقُ أنغامي علىٰ جَذَلٍ
فناغَمَتْني علىٰ الأغصانِ أطيارُ
وَهَبتُكِ القلبَ كي ألقاكِ سابحةً
مَعَ الثريّا،وَمَنْ جنبيكِ أقمارُ
فَلْتَنشدي الشعرَ قدّاساًلذي وَلَهٍ
إنَّ الصبابةَ قدّاسٌ وأشعارُ
وَلْتمرحي في فؤادي أَنتِ خالدةٌ
وَلْتسكنيني فإني للهوىٰ دارُ
أزفُّكِ الشعرَ موّالاً وأغنيةً
علىٰ مقامِ الصَّبا، واللحنُ أسرارُ
جليل الحامدي /ألبصرة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق