الأحد، 2 سبتمبر 2018

الشاعر جواد واعظ

* كنت بحضرة انثى .. من مجموعة قصة لا تنتهي *
                ( بقلم ... جواد واعظ )

كنت بحضرة .. انثى ..
ظننت أنها .. منهل العشق .. ومورد الهيام ..
ظننت أني .. بين احضان  امرأة  ..
ستجعلني .. ارمي خلف ظهري .. اطلس الارض ..
فبين شفاهها .. تراقصت .. نغماتي .. فقد عزفت لحنا ... وكم تتالت .. الحاني ..
آه .. من عينيك .. كيف خطفت عيناي .. لست ادري
آه.. من كل شيئ ..منك .. عندما لامست .. اشيائي
اناملك .. عندما دعت .. اناملي .. للرقص ..
كم .. وقاني .. دفئك .. من بردي ..
حين تناثرت اجزائي .. تبحث بين اشباهك .. عنك ..
اخذتني .. حروفك .. كلماتك عن العشق .. الى عالم .. غيبي
لااحد .. فيه ... الا سوانا ..
مكانا واسعا .. كبيرا .. اشبه بمتحف
يعج بالاعمدة .. التي تدعم الاسقف ..
كانت اعمدتة .. كتماثيل .. تشبه الرجال
التي تسند اسقف المكان ..
وعلى كل عامود ..كنت ارى .. عشق رجل
او استغاثة مارد .. او حطام حبيب ..
او اطلال وداع .. تبحث .. عنك ..
ودموعا .. تحفر اخاديدها .. على وجنات تلك الاعمدة ..
مشيت .. سرت .. باللا وعي ..
وكلما اخطو .. خطوة ..
افقد معها .. شيئا مني ..من توازناتي
من كبريائي .. من ذاكريات عشق القديمة ..
ومن كرامتي العشقية ..
الى ان اصبحت .. حتى من ابسط الاشياء .. عاري ..
كنت فقط .. مجموعة اشياء مركبة 
ونمنمة فسيفسائية .. لا اكثر ..
على صفحة .. رمل حارق ..
حقا .. بدأت خطواتي  .. تتبعثر
وإمرأتي مازالت .. تسحبني .. الى عمقها الناري ..
والى فوهة بركانها .. الذي .. لا هوادة فيه
انه .. فوهة لهيب ..
لن اكن اعلم .. انها .. سترميني
في ذاك المحرق .. لتعيد تكويني ..
كتمثال من صلصال .. او كعامود رخامي ..
او .. او .. او .. .. ..
لست ادري كيف .. تصلبت .. تجمدت
كجليد .. قطبي ..
لأغدو .. عامود عشق .. كتلك العواميد ..
التي آزرت .. في دعم سقف ذلك المكان الواسع ..
الذي مررت بقربه ..
عندما تغلغل سم الافعى ..
من شفاهها الى ..شفاهي ..
لست ادري .. ما حدث .. الا بعد زمن
عندما رأيتها .. وبصحبتها ..
مارد عشق .. جديد ..
كم حاولت ان اخرج .. من تمثالي الحجري .. وامسك بيده
لأنتزعه ..ونهرب سوية ..
لكني  تبسمرت بمكاني وتذكرت .. حينها  !!!
عندما مررت بجانب تلك التماثيل ..
كان احد تماثيل العشق .. يحاول ان يخرج .. من قمقمته.. ليمد يده .. ليساعدني .. لنهرب سوية ..
كنت حينها.. لا ابالي .. بما يدعي ..
لأني كنت .. اظن اني بحضرة انثى
تهواني ..
       -----------------------------------

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق