جراح كلمة
من خيوط الشمس غُزل تاجها ...
و ضوء اللجين ولِد بين يديها ...
من تحت خطواتها نمت أحرف
هامسة لها أنت للعزة والرفعة
عنوانَ
هذا ما حاولت ترديده أيام وأيام أمام مرآتها
عَلها تستعيد رباطة جآشها...
كانت شذى شخصية منطلقة اجتماعية، مقبولة الحضور كثيرة الاصدقاء ، تحب الحياة وتتواصل مع الدنيا بسهولة ....
أمعنت النظر مرة اخرى في المرآة وخاطبت صورتها :
غاليتي أعلم أنك تعرضت لموقف بشع ، لكن هذا الموقف ليس أنت ، انه خارج عنك ، فلا تستسلمي للاحباط وعاودي الانطلاق ..
أرسلت قبلة طائرة لانعكاس صورتها في المرآة داعمة لها .....
كانت شذى قد تعرضت فعلا قبل أيام لخلاف كبير ، نتيجة لموقف سئ فهمها به ، مما أدى لتوترها توتر شديد ...
ابتسمت لصورتها المنعكسة أمامها في المرآة وقالت لها نعم غاليتي : انت تعلمي ان الناس تختلف عن بعضها البعض من حيث منشأهم ، بيئتهم المحيطة بهم ، العلم الذي تعلموه والتجارب التي مروا بها .....
لذا لا تحزني ان احداهم أصابك بجهالة فهو لا يعرفك ولم يترعرع معك ولا يعرف ظروف حياتك ....
كانت قد تجمدت معالم وجه شذى أمام سيل الكلمات التي سمعتها ....
كانت تتكلم بعفوية وانطلاق تطلق نكتة هنا ونكتة هناك عندما ... بهتت وتلعثمت وشعرت ان قلبها سينفجر من شدة الخفقان .......
بصعوبة استعادت تركيزها لتفهم ما حصل ......
الكلمات هاجمتها بأبشع الصفات ........
اقتربت مرة اخرى من المرآة ، أصلحت خط الكحل الذي كانت ترسمه ، وعاتبت نفسها يجب ان تسيطري على نفسك ، لا يعقل أن ترتجف يدك كلما مرت ذكرى ذلك الموقف في ذهنك ... دعي الاساءة تنطلق بعيدا وعادت تتمتم مع لحن راقص :
من خيوط الشمس غُزل تاجها ...
و ضوء اللجين ولِد بين يديها
من تحت خطواتها نمت أحرف
هامسة لها انت للعزة والرفعة
عنوانَ
عندما حاولت شذى أن تفهم أين وقعت في الخطأ
كان جرح الكلمات قد حفر بأعماقها عميقا ..
لم تعلم ما حدث كانت تتكلم مازحة ولم تدرك اِن ما تقوله ممكن أن يكون سببا في اِذاء احد أو مضايقته اطلاقا .....
انهت تَجهزها واستعدادها للذهاب لحفلة دعيت لها، واعادت النظر لصورتها في المرآة قائلة:
لا عليك غاليتي أنا أثق بك بشدة وأحترمك فآمني بنفسك ولا تُقللي من تقديرك لنفسك ..
سنتجاوز هذه المرحلة سريعا أنا أحبك وسنتساند معا ونعبر هذا المنعطف من حياتنا ...
عندما بدأت شذى بمراجعة ما قالته لتستوضح ما الأمر .... تبين لها كيف تؤثر اختلاف الثقافات والمفاهيم ، على تقبل الناس لبعضهم البعض حتى ولو كانت الكلمات قيلت لنكة فقط ....
ففهمت لمَ سمعت تلك الكلمات الجارحة ، فقد ما كانت تعتبره مضحكا كان كارثيا للآخر ......
أوضحت ما كانت كلماتها تقصد واعتذرت عن خطأها الغير مقصود .....
انطلقت لحفلتها آملة أن تتخفف من آلم تلك الكلمات البشعة التي أثقلت نفسها وعند مدخل الاحتفال التقت بصحيبات الدراسة يتراشقنا بالمزاح والنكات وقبل ان ترد السلام ارتفع صوت مشاجرة من الداخل وتطايرت الكلمات لم اتوقع منك ذلك ...
لا لم اقل ذلك ....
همست شذى محدثة نفسها لمَ لا نسأل قبل ان نقع في خلاف :
لقد وصلني منك هذا المعنى .... هل ما فهمته صحيح ؟!!!!
بقلم ناهد الاسطة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق