لا تغرنَّكُمْ قسوةُ الحروفِ يا سادتي، لقدْ خَطَّها عقلٌ حائرٌ وقلبٌ ثائرٌ وروحٌ حزينة. يعْلمُ اللهُ كم تحنُّ وكم تئِنُّ. فعلى خارطةِ الرجولةِ إنّه مفقودٌ ومنْ يعتقدُ أنّه رجلٌ لأنّه خُلِقَ ذكرًا ما هو إلّا واهمٌ لا يعي ما يقول. تلدُ النساءُ الذكورَ أمّا المواقفُ فهيَ التي تصنعُ الرجالَ الرجالَ.
قال: أنا رجلٌ أحفظُ الوعودَ وأصونُ العهودَ.
ابتسمتْ وقالت: وأنا أنثى تستشعرُ الكذبَ، وأنت من علّمني كيفّ تُقتلُ المشاعرُ، أمّا أنا فقد علمتُكَ كيف تولدُ الكرامةُ وكيفَ تحيا. هناك فرقٌ شاسعٌ بينَ كونِكَ ذكرًا أو رجلًا والفرق كالفرقِ بينَ السماواتِ والأرض، فرتّبْ كلماتِكَ أولًا ثمّ تكلّم.
اتركي جُرْحاً غائراً على جبين قلبهِ ...لا تتركي خُدْشاً فالخدوشُ تطيبٌ سريعاً. ذلكَ أنَّ النسيانَ بارعٌ في شفاءِ الخُدوشِ. فاشلٌ في علاجِ الجروحِ...أضيفي إمكانيّةَ أنْ ينساكِ إلى مستحيلاتِ الكونِ. هكذا هُمُ الرجالُ لا تمَّحى من ذاكرتِهمْ امرأةٌ لم تعطِ كلَّ شيء. "نعم أنا المستبدةُ بالرجولةِ الكاذبةِ. نعم أنا المتمردةُ...ولا يليقُ بي أشباهُ الذكورِ. مغرمةٌ بنفسي حدَّ البذخِ. ولْيَكُنْ هذا تكبُّرًا...يروق لي هذا...فأنا شامخةٌ عنيدةٌ ممزوجةٌ بالعزةِ والكبرياءِ، محبَّةٌ لنفسي. إنّها صفاتٌ صدّتْ عنّيَ الخيباتُ من أشباهِ الرجالِ. فهناكَ أنثى وَهناكَ ظلُّ أنثى، فالأنثى ترقصُ والظلُ يقلِّدُ... الأنثى تفكّرُ والظلُ يصمُتُ، الأنثى تحقّقُ أحلامَها والظلُ لا يحلُمُ أبدًا. الأنثى تتمرّدُ والظلُ يستَتِرُ ويخضعُ. كوني أنثىً ولا تكوني مجردَ ظلٍ. مفقودُ انت على خارطة الرجولةِ
بقلم:هديل إدريس
الاثنين، 30 يوليو 2018
الشاعرة هديل إدريس
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق