✳️نشَرَتْ أستاذتنا وشاعرتنا العربية السورية الدمشقية الكبيرة السيدة مريم محمد سعيد كباش هذه القصيدة الملحمة والتي تقطر حُزناً ولوعةً من هذا الزمن المجرم ✳️
** قصيدة بعنوان وجع الرّوح / شعر : مريم محمد سعيد كباش / سوريا / دمشق
==================
بصمتي اليوم يسألك العتابُ
وحرفي والقصيدةُ والعذابُ
وتسألك المعاني والقوافي
ودمعاتٌ على خدِّي انسكابُ
أتدري يضرب الزلزال قلبي ؟
بأرض الرّوح ينتشرُ الخرابُ
أتسمع صوت رعدٍ فوق صدري ؟
ويبرقُ في حنايايَ اكتئابُ
أتعلم كيف يذرو الحزن نفسي
ويضرب شطَّ راحتها العُبابُ ؟
أتدرك حجم مأساتي وبؤسي
وينعق فوق أطلالي الخرابُ
أدور كما الشَّريدة في فلاةٍ
وتندبني السَّكينةُ والصّوابُ
أتتركني لعذَّالٍ أساؤوا ؟
وفي أقوالهم تعوي الذِّئابُ
وحاسدةٍ تصبُّ اللًّؤم سمَّا
زعافاً كم يسوء به الخطابُ
مخالبها تمزقني بحقدٍ
وكُلِّي من خبائثها مُصابُ
نصحتُك كم نصحتك ! لم تُبالِ
ولم يُفتَح لهذا النُّصح بابُ
إلا إنَّ الأفاعي كلَّ حينٍ
تجدِّدُ ثوبها بئس الثِّيابُ
فإنْ ظهرت بجلد اللِّين حتماً
إلى جلد الدَّهاء لها إيابُ
وتبدي في تراقصها سلاماً
ولكن سلمها أبداً سرابُ
أنا آلاف أسئلةٍ توارت
على شفتي ويُفتَقَدُ الجوابُ
أترضى لي الظلامة من سفيهٍ
وجاهلةٍ ومبدؤها السِّبابُ ؟
فلا والله إنِّي لست أرضى
بما قالوا سيلحقهم عقابُ
عتابي مثل غيمٍ في عيوني
له في الرّوح هطلً وانصبابُ
بتربة من أحبُّ زرعت قلبي
وقلبي اليوم يحضنه التُّرابُ
ومازالت بتول تصون ودَّاً
لها في الطُّهر أصلٌ واننتسابُ
وتحفظها العهود بتول صدقاً
ستذكرها إذا فُتِحَ الكتابُ
ولكنَ الظلامة أرهقتها
ويُرفع عن مواجعها النِّقابُ
تعكَّر ماء فرحتنا بِفَريٍ
فهل تصفو السَّعادةُ والشَّرابُ ؟
فمازال الرَّجاء بنا ينادي :
ألا ليت الحسود له الغيابُ
وليت العاذلين إلى انتهاءٍ
ويُطوَى فوق صفحتهم كتابُ
سأعلو فوق ما فعلوا وقالوا
فأخلاقي تعانقها السَّحابُ
ومابيني وبينك ليس يفنى
ففي الأرواح وصلٌ واقترابُ
---------------------
البحر الوافر ..
شعر : ريحانة الشام مريم كباش / سوريا / دمشق ...
✳️✳️✳️✳️✳️✳️✳️✳️
فكان لزاماً عليَّ أن أساجلَها ...
فقلتُ :
إلىٰ إمرأة ممنوعة من الصرف ...
أطاحَ بعرشِ جوهرتي الشرابُ
فغابَ الرشدُ عني والصوابُ ...
وقد كُنتُ المُثَبَّتَ عِنْدَ قومي
فأمسىٰ كالجنونِ الإضطرابُ !!!
وقد شَهِدَتْ جنوني ألفُ ليلىٰ
وذاكَ ـ لعمرُكَ الفاني ـ العذابُ ...
وتسألُني ( الربابُ ) عَنِ انجرافي
وكيف استفحلَ السيلُ العبابُ !؟
فقلتُ لها : خيالاً كان عُمْري
مِنَ الأطيافِ ... والباقي سرابُ ...
وأني شاعرٌ ... حُرٌّ ... أبيٌّ
تهابُ قصيدتي القممُ الصعابُ ...
ولستُ بمادحٍ مَوْلَىً عقيماً
ولا مَلِكاً تَذُلُّ لَهُ الرقابُ ...
لذلكَ قد رمَوْني بالخطايا
فكانَ أقلَّ ماملكوا السُّبابُ ...
وقد شَرَعوا لذبحيْ ألْفُ فتوىٰ
فيا للهِ مِنْ جورٍ يُجابُ !!!
إذا كانتْ فتاواهُمْ عُجاباً
فَمُفْتوها هُمُ العَجَبُ العُجابُ ...
ولكني سموتُ علىٰ الثريا
فلا حُجُبٌ هناكَ ... ولا نقابُ ...
قَرِيضِي في الدجىٰ النجمُ الشهابُ
إذاما انْقضَّ ينتفضُ الترابُ ...
عَرَجْتُ بأبجدياتٍ غِلابٍ
فوحييْ أبجدياتٌ غِلابُ ...
خَفوقٌ باشَقٌ صقرٌ عقابُ ...
زؤورٌ واثبٌ سِيْدٌ مُهابُ ...
تُلاحقُني الكلابُ بألفِ فَكٍّ
فَتُقْعيْ ... والكلابُ هِيَ الكلابُ ...
وتَطلبُني ( عكاظُ ) بكلِّ فحْلٍ
فأمْسِخُها أناثاً تُسْتَطابُ ...
علوتُ السُّحْبَ حتىٰ راودَتْني
فَلَمَّا نُلْتُها انْهَمَرَ السحابُ ...
فَيَا بابَ العذابِ دَعِ اليتامىٰ
فقد فُتِحَتْ لها للأُمِّ بابُ ...
وياليلايَ لاتَخْشَيْنَ منها
فقد سَقَطَتْ وقد سقطَ النقابُ
وتلكَ عُهَيْرةٌ في كلِّ ليلٍ
تناوبَها المحاسبُ والحسابُ
ألا فلْتغرسيها ألفَ نابٍ
فليس لها مِنَ الأخلاقِ نابُ
وأنت بنومِها كابوسُ رُعْبٍ
تراكِ عصِيّةً لاتُسْتَجابُ
جُذورُكِ كالنُبُوَّةِ لاتُعابُ
وَأمَّا جَذْرُها فَهُوَ العيابُ
أرادتْ أن تُعَرِّيكِ اسْتلاباً
فبانَ العُرْيُ فيها لا السِّلابُ
وراحتْ تحتميْ بثيابِ طُهْرٍ
وأنّىٰ تسترُ العهرَ الثيابُ !؟
وهذا طبعُها ذئبٌ غَدورٌ
وهل صَمَدَتْ مع الأسْدِ الذئابُ ؟
فقُرِّيْ واسْتَقُريْ وادْفُنيها
فليسَ لعاهرٍ إلا الترابُ ...
فلم أرَها ... وغارتْ في بحارٍ
عصيِّاتِ المياهِ ... ولا جوابُ !!!
وكيفَ أجُرُّها بأداةِ جرٍّ
وقد مُنِعَتْ مِنَ الصَّرْفِ الربابُ !؟!؟!؟
علىٰ أني سأدعوها يتيماً
فأدعيةُ اليتامىٰ تُسْتجابُ ...
وَإِلَّا ... فالكبائرُ حاصرتنيْ
مُعاقبةً ... وذاكَ هُوَ العقابُ ...
شعر : يونس عيسىٰ منصور ...
✳️✳️✳️✳️✳️✳️✳️✳️