الأحد، 29 يوليو 2018

الشاعرة ناهد الاسطة

خاطرة اليوم 💔💔💔
الاعصار
قطرات من ماء بلوري،  ينهمر من السماء بغزارة و تجري على ارض الغابة بين جذوع الشجر...
همست أوراق الشجر :  أخواتي تماسكن ان الاعصار في بدايته ....
ضاعت الكلمات مع صفير الرياح بين الأغصان ....
تمسكت الحرباء جيدا بغصن الشجر، وهي لا تدري أي لون يجب ان تكون عليه ، أأخضر ام بني .... قد يكون فضي كلون قطرات المطر ....
اهتز الغصن بشدة من جراء الريح الغاضبة ، فأجَّلت التفكير بالألوان ، وركزت على كيفية التمسك بالغصن خشية السقوط ، في أوحال الغابة ....
في البداية كان المطر لطيفا ، انتعشت أشجار الغابة  للخير المنهمر من السماء ، لكن ما لبثت أن تحولت قطرات المطر ، الى كرات بَرد قاسية ، انهمرت على الغابة ، فتقطعت أغصان الأشجار الفتية ....
وتدافعت الحيوانات للبحث عن ملجأ ، تحمي صغارها به من هوجاء الاعصار ...
السماء سوداء من كثرة تلبد الغيوم ، طبقات بعضها فوق بعض ، وبين الحين والآخر، تضاء بخيوط البرق المتعرجة التي تصل الأرض بالسماء .... ويتردد صدى الرعد بين أرجاء الغابة ....
جدول الماء الصغير ، تحول الى نهر جارف ، تعكرت مياهه ، وهو يجرف معه الطين والطمي ، بطريقه مخترقا الغابة ، مصطحبا كل  الأغصان الفتية ، التي تكسرت حديثا ...
يرسم لنفسه طريقا جديدا ، متجه الى أسفل الغابة حيث يختلط بماء البحر ، الذي لم يكن بحال أفضل ... فقد كان يموج ويزبد ، ترتفع  أمواجه قمم عالية ، ثم تتكسر كشلال ماء سقط من عالي صخر...
أما ماؤه ، فقد أصابها العكر، وفقدت لونها اللاذردي واختلطت بطين النهر ...
الاعصار الذي لم يستطع أحدا أن يتنبأ به ، غير وجه الأرض بثوان ، بين أمطار وسيول جارفة وريح عاصفة التفت ينظر خلفه وقال :  نعم أنا راضي عن عملي يعتبرونني مدمرا ... وحشا كاسرا ...  ولا يدركون انني أعيد التوازن ، الذي أفسدوه لسطح الأرض ....
سكت رئيس الدولة الكبيرة ، عن شرح فكرته ، عن الربيع العربي ، الذي اجتاح منطقة الشرق الأوسط ، وطلب من مساعدته ، اقاف العرض السينمائي لفيلم
" الاعصار ".
بقلم ناهد الاسطة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق