إستيقظت على صوت قطرات المطر الهادئ و ألوان الطيف تشبه أحلامي المرتعشة ، و أنا أمشي مطأطأ الرأس أبحث بين أقدام السماء عن وجعي الذي سقط سبعا ، في هذا الكون الممزق بعد أن شوهت وسادة الأرض وجهي العجوز ، و حذائي السفر صار قديما غمرته أمواج البحر على شط مهجور ممتلئ بجثت مهووسة تفوح منها رائحة العرق ، تاركا ورائي أوراق الرحيل المتساقطة على شرفات عينيها ، و مواقع الجنس أصبحت مملة تماما كوجه أي امرأة عاهرة ، بعدما كانت ترقص عارية فوق أوتار حروفي ، لا هي بقيت في مرماي حيث أنا ، ولا أنا أعانق هامتي في صالة الإنتظار ، فتضورت جوعا لهمسها و اشتهيت أن ألتهم الحديث معها ، فاجئني حضورها و هي مثقلة بالأيتام تحمل شهقة الولد الغريب ، باغتني الذهول و تساءلت كيف للزرع الطيب أن يسقى بماء عكر ، فقدت كامل قوافلي و غدوت كطائر أصابه الجنون على قارعات الليل لا نجمة في القبر و لا في السماء ، وحدي أنا و الليل و ذاكرتي و بضع كلمات مجهولة النسب تجول مخيلتي ، و لأني الآن بعيد بلا جسد سأدفن بصمت على أرصفة الذاكرة .
#طقوس-الترحال
#يحيى لشخم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق