مشاركتي المتواضعة
(تالله إن الشوق يفعل دهره
بالجسم مالا تفعل الأسقام)
أغراك في ذكر الحبيب ملام
وجفاك من شوق إليه منام
ما للحنين يذيب قلبك بالجوى
ودموع عينك في البعاد دوام
تهذي به ويطيل سكرك ذكره
وكأن تحنان الفؤاد مدام
تعبت عيونك تستمد طيوفه
فعسى لقلبك أن يروق مرام
شهد الغرام بإن قلبك عاشق
ومتيم ناءت به الأفهام
كل يفسر ما استطاع ولم تزل
حول المحب تحلق الأوهام
لولا الغرام وما ترتب من جوى
ما كان يسكب فيضه الإلهام
ويح المحب وقد يمزقه الهوى
ولديه شوقا يستطاب هيام
فدعوه فيما قد ترون وحاله
فلكم سما بالعاشقين غرام
وأمير قصر قد تربع عزة
إن مسه سهم العيون غلام
ولكم به قد جن عقل في الورى
إذ لم يطب للعاشقين ختام
يحلو لمن علق الهوى بفؤاده
حر الحنين وتستلذ سقام
وبه يصوم عن الوداد لإجله
نبض يصح إذا اعتراه صيام
وكذاك كنت ولم أزل بصبابتي
في شأنها تتحير الأرقام
والشوق يرضعني الأسى حرقا وما
قد طاب لي مر السنين فطام
أمضي وقلبي يستلذ لهيبه
وكأنني إثر الحنين حطام
وحبيب قلبي كم تفوق تصوري
ألوانه فتنت بها الأحلام
فإذا بدا لي صرت منه بدهشة
معها تسمر في الشفاه كلام
ماذا أقول وأحرفي في حيرة
والحسن قد سجدت به الأقلام
هذا الجمال وقد أطل لأعيني
قمرا تسير بنوره الأقدام
فوقفت محتارا أأكمل خطوتي
نحو المحال فحازني الإقدام
فوجدتني بين النجوم محلقا
والبدر في أبهى الظهور تمام
وتبددت كل المخاوف جملة
وأذاب قلبي بالهيام سلام
وقد استحال البؤس عيشا هانيا
وتلطفت بمروره الأنسام
حتى إذا قال الوداع مداعبا
فتكت بقلبي بالخداع سهام
فعجبت من شوقي له بحضوره
إذ كيف لو طويت لديه خيام
وقد استحلت به اللقاء وقد طوى
ما كان من حلو الغرام خصام
فعذرت خوف العاشقين لأنهم
في عرفهم لا تأمن الأيام
محمد طه عرجون ...مصر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق