قاريء الحظ
هذا الصباح ؛ككل صباح أحتسي فنجان قهوتي على حفيف الذكريات الممزوج بأغنية من المذياع . لم تعد الآمال تتأرجح داخلي وتنوس كما كانت تفعل في صباحاتنا القديمة العالقة بالعطر.لابل أصبحت أخترع الأمور التي تدفعني إلى السعادة ،لن أقول مزيفة!. كثيرة هي الأشياءالتي فقدت قدرتها على إقناعي بجدواها لكي تكون لي جسراً للفرح ، ربما هو التناص أوالاقتباس للتماوت ،وربما هو حفيف الروح المتخامد في توهجه، وربما غياب وشاح العطر الذي دثرني اللقاء بها فكنا قاب عناقٍ وقبلة.
دون أن أجد حضوري أو نفسي في مكان يعنيني أنا بالذات ، بدأت أبحث عن الأماكن المتهالكة والعتيقة في داخلي لأعيد ترميمها.
فقصدت مساءً ملاذي الجميل في الطفولة ، هناك! ،كان ثمّة لوحات تستدعي كل ما تبقى في داخلي من حب للحياة و بطريقي عرجت على الحديقة الخلفية و لم أجد فيها ما كنت أصبو إليه !نعم تلك المرحلة هي ذرة صغيرة من الألوان الزاهية لكن لا أدري إن كانت هي من أوصلني لهذا العمر المتعب .
فخرجت بعدها كي أتنفس الناس و ملامحهم ، بعضهم باسم بشراهة الحزن و بعضهم لا لزوم له سوى سداد الفراغ الذي يعتريني و إطفاء أمل لم يبزغ في دربي بعد .
واصلت المشي فرأيت وجه الفقر المتغضن كما كنت ألقاه في طفولتي ؛إنّما إحدودب أكثر وزاد شناعة. ملامح المّارة تهشمت لكأنّها تتعثر بزرواريبها من كثرة الندب والجراح . شارع العشاق يحاول أن يرتدي بذته التي ارتداها ذات فرح! و الناس تحاول أنْ ترمم ابتساماتها كما لو أنها تعد العدة لكرنفال عسكري على نقّالة جرحى الحرب.
تغيرت عليَّ الحياة لكني أعتقد أني لم أتغير هكذا أخال ! ، هل أحببتها بنفس الإخلاص الذي زرعته فيَّ يوماً؟، مع ذلك لم أعد أرى قاريء الحظ هل لأنّ الحظ جلي وواضح في نشرات الأخبار؟.
/مالك الفرح/
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق