الجمعة، 29 مارس 2019

الشاعر محمد سعيد عبد العال

.........  أعترف ْ

لاشيء يحملني على المجاملة أو التزلف
أعترف ْ
بأنني أويت ُ ذات يوم ٍ عاصف إلى عينيك ِ
أعترف ْ
بأشرعتي التي انطوت في ذلك اليوم وتمزقتْ
شوقاً  إليك ِ
أعترف ْ
.......
ببحثي المستمر ِ عنك ..
بين أوراقي  وبين كلمات شعري
بينَ أطباقي .. أو بين زجاجات عطري .
بين زهيرات بستاني التي لم تتفتح بعد ْ
بينَ زخات مطرٍ هاطلة اصواتْ الرعد
أعترف ْ
بركضي خلفك أيتها الحلم الليلكي 
ومطاردتي المحمومة لك ِ ... 
وانشغالاتي المجنونة بكِ
وأعترف ْ
بمدى لهفي وتمزقي
وشغفي بك ِ وتعلقي
وحنيني لكِ وتشوقي
..........
واعترف يا سيدة قلبي ..  وأنس وحشتي ..  بأنك ِ
من بين كل النساء ِ كلهنَ   بقيت ِ
شطبت ُ الشقراء والسمراء َوالبيضاء َ والسوداء ْ
حذفت من قائمتي  العناوينَ الأسماء
وأبقيت ُ عليك ِ
فعلت ذلك مرغما .. لم أكن مخيرا ً
كتبت ُ لعينيك ِ هاتين أسطرا ً
وعاهدت ُ نفسي بأنني سأكون
وأنني سأصمد ُ  مهما تعالى العشقُ ومهما تمادت العيون 
لن أتهادى .. ولن أتهاوى .. ولن أستسلم ْ
لن أضعفَ  أمام تحدي  الأنوثة الغراء في نهديك ِ
فلن أتهافت أو أتساقط ُ  بينَ يديك َ ..ولنْ أسترحم ْ
.........
وكم فكرت في الانسحاب من ساحاتِ عينيكِ المليئة بالسهر  المشبعةِ بالعذاب
إلا أنني فجأة  ......
وجدت ُ روحي   تسبح ُ في سديمِ  عينيك ِ المعتم ْ
ووجدتها تحوم ُ ثم ترتمي في قاعكِ المهيب المتهدمْ
وألفيتها  تنقاد ُ إليك ِ
تدخل حاضرة َ عينيك ِ بعمق ُ
تتوقف عند الشفتين باحترامٍ ورفقْ 
تلعق ُ ما عليهما  من ريقٍ محلى ومن عشقْ
ثم تنحدر إلى بقية الأجزاء وتنجرفْ ..
......
تتسكع ُ بين أزقتكِ المتخمةِ باالعطرِ والأنوثة والإغواء
أنتصب ُ  أنا كالأرق ِ بين جفون عينيك ِ الحالمة ْ
أقتحمُ حصونك كالودق من دون أية مقاومة
أرتكبُ الحبَ عامداً متعمداً وأقترفْ .
.......
قبلة ٌ هنا .. وهناك لمسة ٌ ..
التفاتة  خائفة  تهوي بين نهديك  ثمَ تنجرف
.......
تنسج ُ الدلال ستائرا ً  وأرائكْ
تجمعُ الغلالَ  بشائراً  ونيازك ْ
تفجر ُ هدوء َ ليلك ِ الحالك ْ
ثم تنصرف ْ...
.........
أعترف ْ
بأنني لست  نادم ْ
أيها الحب المتمرد ُ القادم ْ
سأقتفي أثرك َ أينما ذهبت ِ
وسأكون ُظلك  كيفما حللت َ وأينما اتجهت َ
سأمكثُ في  تعاريج  الجسد  الأهيف ِ وأسدُ كل فجواته ِ
سأعبر  مثلَ  النسمة أو مثل الحلم وسأسكنُ بينَ عتماته
وسأخرقُ الأعرافْ
وأغيرُ الأوصاف
وسأصدرُ قوانيناً  جديدة  لا أرضَ لها ولا جدرانَ  ولا سقفْ
......
وسأجعل  من قلبي  أرجوحةً  لكِ وهودج
أطرزه  بالياسمين  وبالقرنفلِ وبالبنفسجْ
وسأقصفُ  مدائنكِ  بالقبلْ
وسأخطفُ  من خزائنكِ  الشهدَ  والعسلْ
وسيحلو يا سيدتي  ...  سيحلو الخطف ْ .
وأعترف ْ.
......................

محمد سعيد عبد العال ْ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق