( غادَةُُ ... تَعشَقُ رَبٌَها )
غادَةُُ بينَ الزُهور تَحيا وبِها تَحلَمُ
خارِجَ أسوارِها ... عَن مشاكِلِ البَشَرِ تُحجِمُ
ما شأنها بما يدورُ حَولها ... كَأنٌَهُ العَدَمُ
فالحَياةُ خارِجَ سورِها ... بِفِكرِها غامِضُُ لا يُفهَمُ
تَضارُبُُ ... تَنافُسُُ ... تَنازُعُُ لا يَرحَمُ
صَخَبُُ ها هُنا ... وها هُناك شَتائِمُ
سَفَهُُ في قَولِهِم ... طَلاسِمُُ في السُباب ... مَن لَها يُتَرجِمُ
لِذلكَ أشغَلَت الغادَةُ نَفسَها بالزُهور ... لِوَردِها تُقَلٌِمُ
وهِرٌَةُُ في حضنِها تَثاءَبَت
لِرَغبَةٍ في النَوم ... تَستَسلِمُ
وكَلبها من تَحتها العَرائِشِ يَجُسمُ
باسِطاُ كِلتا يَدَيه ... يُشَمشِمُ
مُدَلٌَلَاً ... لا يَرى في حِراسَتِهِ ... أنٌَهُ مُرغَمُ
مَرَرتُ من قُربِها الأسوار ... أُسَلٌِمُ
رَدٌَت عَلَيَ السَلام ... كَأنٌَها لِلسَلامِ تُنَغٌِمُ
سألتها : سَعيدَةُُ يا تُرى أنتِ أم قَد مَسٌَكِ السَأمُ ... ؟؟؟
قالَت : أما تَراني أبسُمُ ؟
أجَبتُها : لكِنٌَهُ .... قَلبُكِ لَم يَزَل خالِياً ؟
قالَت ... بَل هُوُ بِحُبهٌِِ لِلخالِقِ مُفعَمُ
وأردَفَت ... إنٌَني أكتَفي بِرِضاه... وهوَ لَم يَزَل يُنعِمُ
أجَبتها ... وهَل تُساعِدينهاَ البَشَرُ ... أم خَيرَكِ مُلجَمُ
قالَت أنا والعَطاء في بَذلِنا تَوأمُ
أجَبتها ... وهَذِهِ الأسوار من حَولِكِ ...
كَما السُجون ...لَكِ الحَياةَ تَحرُمُ
قالَت ... إنٌَ ما بَيني وبَينَ خالِقي أعظَمُ
أجَبتها ... يا غادَةً عَنِ الحَياةِ تُحجِمُ ...
إهدِمِ أسوارَكِ ... فالحَياةُ تَعارُفُُ ... صِلَةُُ ... تَراحُمُ
لِلناسِ أسرارَهُم ... لا تَنجَلي إلٌَا بِهِ التَحاوُرُ
وقُلتُ في خاطِري ... هامِساً أُتَمتِمُ
يا لَها الأنوارُ في بَعضِ القُلوبِ لا تُعتِمُ
وأنا على يَقين ... سَوفَ يُشرِقُ النَهار
قالَت بِما تُثَرثِرُ يا فَتى ... تُهَمهِمُ
أجَتها ... أُفَكٌِرُ في نِصفِ ديني ... مَتى لَهُ أُتمِمُ ؟
تَبَسٌَمَت ... فَقُلتُ في خاطِري : سُبحانَ رَبٌِي حينَما يُكرِمُ
تَمٌَ الزَواج ... وكَلبَها لَم يَزَل هامِداً ... كأنٌَهُ نائِمُ
بقلمي
المحامي عبد الكريم الصوفي
اللاذقيٌِيَة ..... سورية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق