تزوج مريضته النفسيه...
في احدى المصحات النفسيه كان هناك فتاة .. اخذت من كل صفات الجمال ما يجعل القلب يخفق عند رؤيتها الا انها رثة الحال تعبه ومرهقه الى حد كبير ..
وكان عليها ان تكتب مذكراتها كجزء من العلاج .. عن ماضيها وتجاربها وحياتها وهذا كله تحت تاثير التنويم المغناطيسي ..
كانت تكتب وتدون احداث حياتها ..
وفي يوم من الايام استلم ملف علاجها طبيب حديث عهدٍ بالمصحه ..
اخذ الطبيب مذكراتها كي يبحث عن السبب الرئيسي في دخولها المصحه وتدهور حالتها النفسيه ..
فكانت الصدمة انه وجد في احد اجزاء المذكرة صورة وقطعه من قماش لملابس طفل ملفوفه بين ورقتين .. مكتوب عليها اخذ طفلي مني بعد ان ظللت اعوام كثيرة اتعاطى الادوية والعقاقير لكي اتمكن من الانجاب ..
دمعت عينا الطبيب وتذكر ردة فعلها عندما تشاهد طفل صغير ، وكيف يصفر وجهها وتتقوقع في مكانها تضم يديها حول ساقيها وتخفي راسها بين رجليها ، وتهز جسدها بعنف الى ان تغيب عن الوعي ..
مكث الطبيب وهو يقلب في صفحات المذكرة ليفهم ويستنتج ويصل الى الذي اخذ منها طفلها واوصلها الى هذة الحالة المزرية ..
وفجاءه بينما يتفحص اكثر واكثر في المذكره وجد رساله تقول الى من يقولون انني قتلت طفلي ذي العشرة اشهر ( ايعقل ان اقتل فلذة كبدي وقرة عيني وفي يوم العيد ) ..
انا لم اقتله ولم اغرقه في الماء ولكني كنت اجهزه للعيد وبعد ان غسلته تركته في باحة المنزل كي اذهب واحضر له ملابس العيد التي اخترتها بيدي ليكون نورا لعيناي وفرحتي في العيد ..
ولكن !!
حين عدت لم اجد ابني .. في تلك اللحظه وصل اباه ووجدني اصرخ وابكي وابحث في كل اتجاه كالمجنونه .. ولم اجده !!
لم يخطر ببالي انه يمكن ان يكون قد عاد الى الحمام مجددا ..
وفجأه وانا ابحث عنه اذا بصفعه على خدي تسقطني ارضا .. رفعت راسي لارى ماذا يحدث ..
اذ بي ارى طفلي في حضن والده مزرق الوجه شاحب اللون مددت يدي لكي اراى ما به وماذا اصابه كي يسكن هكذا فابعدني اباه عنه وقال لي :
إغربي عن وجهي ايتها القاتله !!! قتلتي ابني وفرحتي وجعلت عيدي حزن ومأتم ..
ردد كثيرا على مسامعي هذه العبارات التي افقدتني صوابي .. و اخبر اهلي وجميع الناس اني قتلت طفلي ..
حاولت ان ابكي فلم استتطع فصدمتي واتهامي كانت اقوى من ان تسمح للعبرات ان تتسلل من عيناي ..
اصابني التبلد وكنت اسمع جميع من حولي يقولون كيف طاوعك قلبك ان تغرقي طفلك ..
افقدوني صوابي وجعلوني اخرج من بيتي حافية القدمين ومن دون غطاء الراس وبيدي صورة وقطعة قماش من ثياب ولدي ..
ابحث عنه كي يقول لهم اني بريئه مما يفترون علي من اكاذيب .. واني لم اقتله بل اتمنى ان يعود واحتفل بالعيد وهو في حضني ..
بحثت ولكن هيهات ان اجده ، فجلست على قارعة الطريق احاول أن اصرخ وابكي وانادي اريد ان ارى فلذة كبدي ونور حياتي فلم استتطع ..
فجاء الاهل واجتمعوا واقروا اني فقدت عقلي وقرروا ان المصحه هي المكان المناسب لأمثالي ..
وها انا اتيت الى هنا وما زلت ابحث عن طفلي ..)))
اغلق الطبيب المذكره بعد ان عرف السر وراء حالتها واهتدى لطريقة علاجها ..
ذهب اليها مسرعا وظل يحدثها ويذكرها بالله ويصبرها على اقدار الله ويرتل عليها بعض من الايات التي تصبرها في مصابها ..
ومضت الايام وهو ما يزال يتحدث اليها ويصبرها ويذكرها بالله الى ان نطقت وقالت (( انا لم اقتل طفلي ))
قال لها اعلم وما زال يحدثها حتى بدءت دمعاتها تتساقط على خدها ..
هنا فرح الطبيب كثيرا فهو يعلم ان حالتها ومرضها النفسي ليس سوى صدمة نفسيه قاسيه اصابتها ..
وظل يشجعها اكثر واكثر على الصراخ والبكاء الى ان بدءت بالتعافي والاستقرار ..
اتصل باهلها يخبرهم عن حالها فوجد منهم ردت فعل قاسيه ..
يقولون دعوها في المصحه الى ان ياخذها الله اليه ونستريح منها .. لقد جلبت لنا العار بقتلها ابنها ونحن نخاف على اولادنا منها ..
اقفل السماعه وهو مخنوق العبرات وقلبه يتقطع حزنا على حالها ..
ظل يمشي الى ان وصل غرفتها وجدها نائمة على سجادتها كالملاك بعد ان بثت حزنها الى الله ...
قال في نفسه كنت اتمنى ان اُعيدك الى اهلك ثم اتي اليك طالبا يدك عروس لي لكي اعيد لحياتك الفرحه التي سلبت منك في عز شبابك لكنهم لم يتركوا لي خيار ..
وقف كثير يفكر ويفكر كيف يخبرها بقرارهم دون أن تصاب بصدمه نفسيه وعاد به التفكير حتى اهتدى الى ان يخبرها بطريقه لطيفه ان اهلها انتقلوا للعيش في مدينة اخرى بعيده وانه بحث عنهم كثيرا دون فايده وانه يريدها ان تاتي معه للعيش مع والدته فهي وحيده ولا احد عندها الا هو ..
اصابها التردد والخوف كثيرا..
لكنه اتى بامه اليها فظلت معها في المصحه اياما حتى تعودت عليها ووافقت ان تذهب معها للمنزل ..
ما هي الا شهور قليله حتى استطاع ان يقنعها بحبه لها وانه يريدها زوجة له يكمل معها بقية حياته ..
ترددت كثيرا ثم قررت انها معه ستنسى ماضيها وتبدأ معه حياة جديدة ..
تزوجت بمراسيم زواج بسيطه وعاشت معه مشواراً جديداً وحياة سعيدة ..
وها هي اياما قليلة وستضع مولودها الذي يحمل حبهما واحلامهما الوردية ..
#فضفضة
#حنين_محمد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق