خلوات في سكون الليل ..
.
رحيم هو الليل
حين يدثّرني بسدوف الظلام
و يرحل بي مستهاما
إلى عالم من سكون
و يسحرني بجلال السفوح
تحدق للأفق
تتلو مواجعها للنجوم ..
و تعوي الذئاب
تكسّر أقبية الصّمت
تعزف للكون مقطوعة من شجونْ
و أنفخ شبّابتي مطفئا لوعتينْ
أترجم أشواق صبّ
يبوح الصبا خلجات الحنينْ
أحدق للبدر ..
ألفاك فوق مراياه سلطانة لا تلينْ
تناجيك روحي أيا روح روحي
و يخفق قلبي اشتياقا
أيا قلب قلبي ..
و يلجم شوقي أنين الشّبابة
أهرع للدمع
أذرفه وابلا من غيوم الظنونْ
لطيف هو الليل حين يسافر بي
في ربوع الخيال
و يتركني هائما أبدع الشعر عشقا
و أرسم فاتنتي بالحروف
و أسكنها بين حاء و باء
و أدني مواكبها بين كاف و نون
و كنت إذا ما رسمتك
ارسم غابة نخل
و ارسم دجلة تصغي لناي حزين
و ارسم زورق عشق
يغني المواويل شوقا
يذوب التياعا بزخّات غيم توالت
تدغدغ في قشرة الأرض حلم سنيني
كعينيك بغداد لما تزل تستبيني
و تبكي إذا ما ذكرت لصنعاء وضّاحها
ينشد الشعر يغوي به كاعبا
عشقها الوشم فوق الجبينْ
و تعرض عني إذا ما شكوت حنيني
كأني المولّه بالأمس جهلا
كأني أرقت دماء الحسين
و لست سوى أحمديّ الهوى
دينيّ الحبّ فيه يقيني
كعينيك بغداد لما تزل تستبيني
و لكنني أن صدحت لها بضرام اشتياقي
على مضض تزدريني
و تفتح أحضانها لغريب
تدمدم كالرعد أوتاره
و تعاف الصبا باكيا في لحوني
جميل هو الليل حين تنام العيونْ
و أبقى بعيدا ألاحق طيفك
أرسمك امرأة تعشق الفلّ و الياسمين
أنا يا حبيبة مذْ كنتُ طفلا
عشقتك .. هل تعلمين ..؟؟
سلي الليل فاتنتي
سوف يبدي لك الليل ما تجهلينْ
فقد كان من فرط شوقي
يخبئني هادئا مستكينْ
و كنت إذا نام أهلي
أفر إلى دفتر النّحو
أقطع منه على عجل صفحتين
و أرسمك كاعبا لم تفِ العقدتين
تغطي ضفائرها وطني العربي الكبير
تحيط به ضفتين
و يرشف منها الظلام الظلام
فما فيه ـ أواه ـ تبصر عين
و كم كنت أبدع ـ فاتنتي ـ الشفتين
و كنت أقبل حبري اشتياقا
و احسب أنّي أقبّلك
ممسكا باليدينْ
أقبل من ولهي المقلتينْ
و أغفو
فارحل في حلم عبقري
أجاريك
أسبقك ..
تسقطينْ
فأهرع رحمى إليك
أبوح التياعي
و أحملك بجناحي حنينْ
أطير إلى الغيم نسرا
أطير إلى جنّة لم تكن دوننا لتكونْ
و ابني لك شرفة كُلّلتْ بعقود من الياسمينْ
و انفخ للغيم سحرا
فأهديك في دخلتي طائرين
و ارجي ابتداء طقوس الهوى و الغرام
أقبل فاتنتي قبلتينْ
و أركع بعدهما ركعتين ..
أفيق ..
فاهرع للدمع
في عالم من غباء و طينْ
توالت سنون و زادت سنونْ
و لما التقينا
و ربّك ما كان بدعا
ألا تذكرينْ ؟؟
فما كنت إلا انبعاثا لأحلام صبّ
هواك صغيرا
و أيقن أن يلتقيك
فما خاب عندي اليقينْ
لأنت خلود الحبيبة
أنت الصديقة
أنت الطبيبة ..
أنت بهاء الحياة
و أنت و ربّك قرّة عيني
و ظفر بدينْ
.
بقلم الشاعر النجدي العامري
ذات ليل اشتياق حزين
الخميس، 4 أكتوبر 2018
الشاعر النجدي العامري
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق