الخميس، 4 أكتوبر 2018

الشاعر فتحي مهذب

فتحي مهذب

شذرات من قصائدي 5

سمعت زئير شجرة..
افترست لقلقا ورمت ريشه لضباب يعوي في غابة..
حياني عنخ توت أمون..
كان يجر عربة لنقل مومياءات مريضة ..
شففها التفكير في أصل الأنواع..
كيف تبني شققا فاخرة
في ضاحية الأبدية..
رأيت ثيران تبكي بمرارة
في حديقة قطع شحمة أذنيها
طيار بقذيفة..
رأيت شجرة شقية
تحمل تابوتا على كتفيها
تركض فوق صخور مخيلتي..
تنادي كل عصفور باسمه..
وتحدق في وجهي
مثل أم حزينة..
لصرير مفاصلها..
ايقاع كلارنيت صلاح فائق .

ا *********

أخيرا
اكتشفت أن لي قراء سريين..
عادة ما يرقدون بجواري..
طوال الليل
وفي النهار يحملون قصائدي
ويفرون..
مخلفين أوراقا نقدية
تحفا نادرة من متحف مهجور .

ا**********

أنا مصارع ثيران الكلمات
نقار خشب المجاز..
ارهابي يطارد ذئاب اللامعنى..
صانع مفاتيح الأسرار..
بجناحي خيميائي
أحول طيور الهاوية
الى ذهب ابريز .
أطير بعيدا بعيدا
مأخوذا بتاجي الملكي
لا أرض تسع أجنحتي
ولا سماوات .

ا*********

ينظر الي من عل
نسر برونزي خجول
مصوبا مسدسه نحو مزارعين كثر..
اختلسوا أساور ضفادع نافقة..
يتبعه مشاؤون جدد..
طيور محنطة من صلب آدم..
سكارى من أشياع هوميروس..
جنود غامضون من القصب..
تماثيل فرت من كنيسة ..
من كرباج قس عصابي .

ا***********

أنا ميت منذ عقود..
يزورني طاووس في عيد الشكر..
يضيئ النسيان شاهدة قبري
بدمعتين من الماس..
لا أخرج الا نادرا الى مقهى
أو حانة..
أروض متناقضاتي في دار الأوبرا..
اعتقلني هاديس في رحلة قنص..
بمضي الوقت..
طاردني أموات براقماتيون
في مظاهرة ليلية..
امتشقوا عصيا وكرابيج..
اقتفوا أثري..
مثل هنود حمر..
لأني قتلت قمرا في عز النوم .

ا***********

آخر الممر
حياني (غونار ايكيلوف)
حاملا نهرا حزينا على كتفيه..
يرافقه كلب من الكريستال..
لما حدقت في غيمته العميقة
طار بجناحي (سعدي شيرازي)
مخلفا حصانه الضحوك
أمام شباك الأرمل .

ا***********

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق