سِـرُّ الأَسـرار
***
يـا سِـرَّ أسْــراري وَ بَـوْحَ مَـشاعِري
الّليلُ طـالَ عـلى الـمُحِبِّ الـسَّاهِــــرِ
مــا ذاقَ غــيـرَ الـدَّمْـعِ فــي لَـيـلاتِهِ
وأسَـــاهُ يَــهـدِرُ كـالـخِـضَمِّ الــزَّاخِـرِ
كــمْ بـــاتَ بَــعْـدَكَ والـنُّـجومُ كـأنَّـها
تَـرْنـو إلَــيــهِ كـمُـسْـتَـبـدٍ سَــاخِــرِ
والّـليلُ يَـشْهَدُ أنَّ طَـيفَكَ مـا سَــــرَى
إلاَّ وأسْــلَـمَـهُ لِــهَـجْـسِ الــخــاطـرِ
يَـخْــشَى عـليكَ مـن الَّـليالي مِـثْلَــمَا
يَـخْشَى الـفُؤادُ عَـليهِ عُـنْفَ الهاجِـــرِ
ويَـغـارُ مـن بُـعْــدٍ عـلـيـكَ وقـلـبُـهُ
أبَـدَاً يَــرِفُّ هُــنـاكَ رَفَّ الـطَّـائِـرِ
وتـهِـيحُهُ الـذِّكـرى فـيَـطْغى شَـوقُــهُ
لِـلقـاكَ والوَصْـلِ الـبَـهـيجِ الـزَّاهِـرِ
وَلَـذاذَةِ الأُنْـسِ الـموَشَّى بـالأَنامِــلِ
لـلأنَـامِـلِ فــي عِــنــاقٍ آسِـــــرِ
ولِرَنَّـةِ الـضَـحَكَاتِ تَـعْـبَـثُ بـالـنُّهَى
عَـبثَـاً يُـثـيـرُ خَيَـالَ صَــبٍّ شَــاعِـرِ
ولِبَهْـجَةِ السّحـرِ المُذوَّبِ في العـيــونِ
وقـد فَـتَـكْـنَ بِقـلـبِ كلِّ مُـغَـامِـر
ولِذلكَ الـدَّلِّ المثـيرِ ونَــشوَةِ الأعْطافِ
مــنْ خَــمْـرِ الـشَّـبـابِ الــنَّـاضِـرِ
هَـلاّ رَحِـمْـتَ وقــد مَـلـكتَ حَـيـاتَهُ
قـلـبـاً تَـعَـذَّبَ بـالـحَنـيـنِ الـثّــائِـرِ
أبَـداً بِــذِكْـرِكَ لا تَـنِـي نَـبَـضَـاتُـهُ
تَـهْـذي وَ يَقْـفِـزُ كالغَـزالِ الـنَّـافِـرِ
مــاذا عـلـيـكَ إذا أنَــــرَتَ دُروبَــــهُ
بِـسَـناكَ يا بَـدْرَ الـسَّـماءِ السَّـافِـرِ ؟
أوْ مـا عَليكَ إذا رَحِـمتَ فَـزُرْتَ مَـنْ
لَـوْ يَـسْـتَـطـيعُ أتَـاكَ أوَّلَ زائِــرِ ؟
***
بشير عبد الماجد بشير
السودان.
من ديوان ( أشتات مجتمعات )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق