(من بحر الوافر)
((مع الرسول ))
ذكرتكَ يارسولَ اللهِ عذرا وجِئتُ وإنّ أشواقي لَتَترا
وأجلسُ بالضآلةِ يا حبيبي فقلبي زادَ حزناً بل وقهرا
تُقاسِمُني صفاءَ الماءِ حبّاً وتطعمني مع الإكرامِ تمرا
رسالاتي بدايتها حنينٌ لوجهٍ كم أراهُ يفيضُ طُهرا
وبعد الشوقِ أشكو من عذابي لحالِ القومِ منه فَضقتُ صبرا
ثيابُ الدينِ نَلبسها سراباً ونخلعُ زيفةً ما كان سِترا
هجرنا كلَّ محمودٍ بكفرٍ وصارَ لما بُعيدَ الهجرِ هَجرا
وصرنا ألفَ حزبٍ بل ورأسٍ ونقتلُ بعضنا سراً وجهرا
عرايا الرافدينِ بدتْ بِذلٍّ فيا ويلي وكان الأمرُ إمرا
وتنهشها كلابٌ من يهودٍ وتُعصرُ عندهم بالخبثِ عصرا
فليتَ الأرضَ لم تقبلْ بِميْتٍ وكان الزفتُ للأعرابِ قبرا
أريدُ لدمعتي تكوي خدودي ويُخلط لونها فيكونُ حِبرا
رسولَ اللهِ دعني في ملاذي يُسبّحُ للإلهِ الدمعُ وِترا
وماجدةُ الشآمِ تُهانُ جهراً وتدنيسُ الحرائرِ كان سِرّا
كما الحرباءِ ألواناً فصِرْنا ونُضمرُ حيّةً والجسم مُهرا
وفي اسمِ الحضارةِ كم زنينا وعن عمدٍ وكان الوقتُ ظُهرا
نُطيعُ أميرنا في دربِ ويلٍ وصارت طاعةَ الأمراءِ كفرا
قصائدنا مشانقُ فوقَ جسرٍ
وصارَ الحرفُ نحوَ الموتِ جِسرا
فهزَّ الرأسَ في أسفٍ شديدٍ ودمعُ العينِ فوقَ الخدِّ يترا
وقال تُنافسونَ الكفرَ عمداً وأهلُ الكفرِ يزدادونَ قدرا
فمالوا بالسلاحِ على ضعيفٍ
فقبَّلتمْ يدَ الأعداءِ شُكرا
فقلت إلى لقاءٍ يا حبيبي لعلَّ يكونُ بعدَ الصبرِ خيرا
بقلمي
عبدالمجيد حاج مواس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق