الكاتب انس الشرايبي

عابرة حلم  -الجزء الثالث- .......................................................................
ذات ربيع أتى حلمها مباغتا، تماما كنقرة حظ على بوابات قلبه، كان قد انتهى لتوه من وضع آخر لمساته تلك على مقالاته المسائية، لعلها لم تصدق كيف لكاتب قضية أن يجد مساحة أخرى خارج معادلة الحبر
ولذا سألته بذلك القدر من الكلمات الملتبسة:
- أكنت هنا منذ عمر؟ أم منذ إفلاس تلك القضية؟؟
- الأجمل أنك مؤمنة بإفلاس كبرى قضايانا! قرأنا ربما من أسطر تلك الكاتبة وربما احتفظ كلانا بصمت البكاء نفسه، وإن بالعبارات المقتضبة تلك!! لكن يرهقني أن الهم الأكبر من قارئات زمني يقاصصن بعضهن بما تركت فيرجينيا وولف، أو حتى كتّاب الألفية الثانية، دون أن يغادرن تماما أرائكهن الفائقة الترتيب!!
- ابتسمت هي بذلك القدر من التهكم، معه لم تكن تتوقع سوى شذرات من ضباب الكلمات
واصل هو بذلك القدر من التحدي قائلا :
ليس ثمة من فارق بين أن تفتتح صفحتك على الفضاء الأزرق منذ عمر أو منذ إفلاس قضايانا ما دمت ستتجه حتما إلى المنزلق اللغوي إياه!! ثمة أشياء بالعالم الافتراضي أخطر من مقص الرقيب! لا أدري إن كنت قرأت ذلك الرد من أحد قراء تلك الكاتبة
قالت: لا يحدث لي أن أتطلع لكم العبارات التي تعاد بمواسم الضجر!
هو: لم يكن سوى نقلة لغوية لا تتجاوز تلك الطينة ممن يتربصون بأقلام تكتب بطلاء الأظافر!! ثم لا يلبث أن يعين نفسه ناقدا ثم ظابط تفتيش
بقلمي انس
انس الشرايبي